مستقبل التربية اللامدرسيَّة في المجتمع السعودي
الملخص
ملخص البحث. تهدف الدراسة إلى محاولة استشراف مستقبل التربية اللامدرسية في المجتمع السعودي في المجال:(المعرفي-النفسي- الاجتماعي-المهاري) وبناء على طبيعة الدراسة فقد تم استخدام أسلوب دلفاي (Delphi Technique) وكانت عبارة عن ثلاث (3) جولات عُرضت على عدد من الخبراء المتخصصين في مجالات: أصول التربية وعلم النفس التربوي وعلم الاجتماع. حيث بلغ عدد الخبراء الذين تمت الاستعانة بهم (28) خبيراً من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وذلك لاستشراف مستقبل اللامدرسيَّة في المجتمع السعودي.
وكان من بين النتائج التي توصلت لها الدراسة في شقيها النظري والتطبيقي بأن المدرسة لم تعد المصدر الأساسي والوحيد في تزويد أفراد المجتمع بالمعرفة ورفع مستوى الوعي لديهم، فالمستقبل حافل بالعديد من البدائل التربوية التي يمكن أن تكون منافسة للمدرسة من بينها صيغة (التربية اللامدرسيَّة). كما توصلت الدراسة إلى أن هناك تقاطعاً ما بين التربية اللامدرسيَّة ومضامين (التربية الحياتية) عن طريق إكساب التلاميذ القدرة على حل المشكلات بالطريقة العلمية من خلال الممارسات الحياتية التطبيقية اليومية، ومن العوامل التي يمكن أن تضمن نجاح التربية اللامدرسيَّة في المجتمع السعودي في المستقبل كونها تساعد في زيادة اعتماد الفرد على نفسه من خلال اعتمادها على أساليب ووسائل تعلّم ذاتية. كما أن مساحات الحرية الواسعة التي تتيحها أمام جمهور المتعلمين قد تجعل من التربية اللامدرسيَّة تقف عاجزةً أمام إكساب الأفراد القدرة على ضبط النفس والسيطرة على الانفعالات. ومن ضمن الانتقادات التي يمكن أن توجه للتربية اللامدرسيَّة في المجتمع السعودي والتي قد تحول دون النجاح المستقبلي لها هو عدم وجود استراتيجية شاملة وتخطيط مسبق للعملية التعليمية ضمن أجندتها. كما أن التربية اللامدرسيَّة يمكن أن تقدم للأفراد معرفة وجوانب نفسية واجتماعية، لكن نقطة القصور المهمة التي يمكن أن تعيق نجاحها في المستقبل هو وقوفها عاجزة عن إكساب الفرد مهارات مهمة يحتاجها الفرد كثيراً ليكون مواطناً فاعلاً منتجاً في مجتمعه. ويتطلب نجاح التربية اللامدرسيَّة المستقبلي التنسيق مع مؤسسات القطاع الحكومي والخاص لتحقيق متطلبات سوق العمل لدى المتعلمين لضمان مستوى عالي من المواءمة. وأخيراً فإن صيغة (التربية اللامدرسيَّة) قد تتناسب في المستقبل أكثر من صيغة (المدرسيّة) نتيجة التطورات والمستجدات الكثيرة التي أفرزتها طبيعة الحياة المعاصرة، لكن هذه الصيغة تتطلب العديد من التحسينات من حيث الفكرة والتطبيق لتشكل بديلاً مناسباً للمدرسة.
الكلمات المفتاحية: التربية اللامدرسيّة – المدرسيّة - المستقبل - المجتمع السعودي.